قال البخاري: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن قال: قال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة". وفى حديث أنس "أنى لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة"، رواه ابن حبان وابن ماجة.
وأخرج ابن ماجة عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة". قال الهيثمى حديث أبى هريرة صحيح ورجاله ثقات. وفى رواية أحمد والنسائى والطبرانى بلفظ "...فى كل يوم مائة مرة".
قال حذيفة "كنت رجلا ذرب اللسان على أهلي قلت يا رسول الله قد خشيت أن يدخلني لساني النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأين أنت من الاستغفار؟ إني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة"؛ رواه أحمد والحاكم والنسائى وابن حبان.
وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الناس فقال: "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم مائة مرة"؛ أخرجه مسلم والنسائى وأحمد
وروى مسلم عن الأغر المزني الصحابي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة".
وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، قال "كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة: رب اغفر لي، وتب على، إنك أنت التواب الرحيم" رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
الفتوى من إسلام سؤال وجواب:
الحمد لله
يستحب للمسلم الإكثار من الاستغفار فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر في اليوم والليلة مائة مرة .
فعَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ) رواه مسلم (2702) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (6/114) وأحمد في "المسند" (2/450) وحسنه محققو المسند .
وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( وَاللَّهِ إِنِّي لاَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً ) رواه البخاري (6307) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) رواه أبو داود ( 1516 ) ، والترمذي ( 3430 ) . وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : ( ما رأيتُ أحداً أكثر من أن يقول : (أستغفر الله وأتوب إليه) مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (6/118) .
فإذا أردت أن تلتزم هذا العدد (مائة) اقتداء به صلى الله عليه وسلم فلك الأجر ، وإذا أردت الزيادة على ذلك فلا حرج ما لم تتخذ عددا معينا أو طريقة معينة ، بل ينبغي أن تجعل تلك الزيادة بحسب ما يتيسر ، لأنه لا يشرع تحديد عبادة بعدد معين لم يرد به الشرع .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الفتوى من إسلام ويب:
خلاصة الفتوى:
كونه صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله في اليوم مائة مرة أو أكثر من سبعين لا تعني تفضيل هذا العدد على غيره، ولا ينافي مشروعية الزيادة على ذلك لما ثبت من الأمر بالاستغفار في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى فعل بعض الصحابة والتابعين من الإكثار منه مع حرصهم الشديد على اتباع سنته صلى الله عليه وسلم والاقتداء به. والاستغفار يحصل بكل صيغة مشتملة على طلب المغفرة ويتعذر حصر صيغه، وأفضلها ما كان مأثورا في السنة الصحيحة.
إسلام ويب
فتوى أخرى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى وهي ستر الذنب على العبد في الدنيا وعدم المؤاخذة به في الآخرة، وهو واجب من كل ذنب ومرغب فيه على كل حال، ومعنى لزوم الاستغفار الإكثار منه والمدوامة عليه، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: والله إني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. رواه البخاري عن ابن عمر، وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وفي سنن أبي داود أيضاً عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب. والحديث ضعيف كما ذكر الألباني، قال في عون المعبود شرح سنن أبي داود: من لزم الاستغفار.. أي عند صدور معصية وظهور بلية أو من داوم عليه فإنه في كل نفس يحتاج إليه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً. رواه ابن ماجه بإسناد حسن صحيح.. إلى أن قال: والحديث مقتبس من قوله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. كذا في المرقاة. انتهى.
والحاصل أن الشرع حض على الاستغفار وأمر به ورغب فيه ولم يشترط له صيغة معينة ولا عدداً معيناً، فعلى المسلم أن يكثر منه ولا يلتزم تحديد عدد معين لم يحدده الشارع باعتبار ذلك سنة مثل العدد المشار إليه، فإنه وإن كان جائزاً إلا أن الالتزام به واعتباره من السنة يدخل في البدع الإضافية.
والله أعلم.